بمناسبة اختيار الفتاة الايزيدية نادية مراد الناجية من سطوة داعش كسفيرة للنوايا الحسنة للامم المتحدة، بعث السيد نيجيرفان بارزاني رئيس وزراء اقليم كوردستان برسالة للسيد بان كي مون الامين العام للامم المتحدة، هذا نصها :
حضرة الامين العام للامم المتحدة المحترم
اتقدم بشكري لكم ولمكتب الامم المتحدة التابع للمواد المخدرة والجرائم، لاختيار السيدة نادية مراد باسي تاها ، سفيرة للنوايا الحسنة للامم المتحدة وايضا لدعوتنا للحضور في مراسيم تنصيبها كسفيرة في السادس عشر من ايلول.
وللاسف وبسبب الاوضاع الاقتصادية والامنية الصعبة التي يمر بها اقليم كوردستان، لا استطيع المشاركة في هذه المراسيم، لكن حكومتي ستكون موجودة ومشاركة عن طريق المسؤولين الحكوميين.
انه لمن دواعي سروري، ان اعلن عن فخري واعتزازي بالسيدة نادية مراد لشجاعتها وجرأتها لايصال صوت ضحايا الجينوسايد الذي ارتكبته داعش (التنظيم الارهابي المسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام) وبالاخص ضد الفتيات والنساء اللاتي تحولن الى عبيد في ظل سيطرة هذا التنظيم الارهابي.
كما تعلمون، فان الايزيديين ومعهم المسيحيية والشبك والكاكائية والصابئة المندائيين، وايضا الكورد والعرب ، استهدفوا من قبل داعش وجرائمهم وتصرفاتهم من ذبح واغتصاب وعبودية جنسية وقتل جماعي، وقد عرفت جميع هذه الجرائم كجرائم ابادة جماعية. والايزيديين خصوصا تعرضوا للكثير من الاذى بسبب الجرائم والتصرفات الغير عادلة والتي ارتكبت من قبل داعش، وهم اليوم احوج من اي وقت مضى الى الاهتمام والتعاون مع العالم اجمع.
هناك اليوم اكثر من 420 الف ايزيدي نازح في اقليم كوردستان، وما تحقق لهم من ملاذ امن ورعاية صحية وخدمات تربوية، ليست بالمستوى المطلوب، لانها تتزامن ايضا مع وجود عدد كبير جدا من النازحين في الاقليم، حيث يعاني الاقليم من نقص في الطاقات والمصادر التي تساعد في اعالتهم واغاثتهم، ويستخدم ما هو متوفر في امور محدودة. وفي نفس الوقت ايضا يواجه الاقليم حربا عصيبة ضد داعش.
وما نعرفه ، فان 3200 ايزيديا مازال تحت سيطرة داعش ومنهم تلك النساء والفتيات اللاتي استعبدن وتم التعامل معهن كسلع تجارية في اسواق خاصة ببيعهن كما كانت اسواق العبيد سابقا، بالاضافة الى من تم تهريبهن بين الحدود . وهذا ما يجلعنا نؤكد ونشدد على ان تعمل الانسانية جمعاء وبيد واحدة على انقاذ كل من يعيش تحت سيطرة الارهابيين كعبيد، وان يتم القضاء تماما على المتاجرة بالانسان.
نقدر عاليا بتسمية السيدة نادية مراد كسفيرة للنوايا الحسنة للامم المتحدة، ونعتبرها رمز فخر للضحايا الناجين من ايدي تجار الانسانية، وكلنا ثقة بهذه الفتاة الشابة الايزيدية والتي عانت الامرين بطاقتها وقوتها التي تفوق عمرها اليوم، واستطاعتها تحمل المسؤولية وتنفيذ كل واجباتها بكل شجاعة ومسؤولية.